دخلت مجال التصميم منذ سنوات، وأحيانًا كنت أتمنى أن يكون لدي صوت خبرة ليخبرني بالأشياء التي كنت بحاجة إلى معرفتها في ذلك الوقت. أنا لا أتحدث عن المعرفة أو مهارات التصميم، مثل أساسيات التسلسل الهرمي البصري أو نظرية الألوان. أنا أتحدث عن معلومات معينة كان من الممكن أن تحدث فرقًا كبيرًا عند التعامل مع الزبائن.
يمكن أن يكون العامل البشري هو الجانب الأكثر صعوبةً و تعقيدًا في عملية التصميم، خاصةً عندما يكون مشروعًا لِتصميم هويّة تجارية كاملة. حسنًا، أنقل لكم بعض النصائح التي تعلمتها من خلال التجربة على مر السنين.
اعتمد معادلة طرفين بهدف واحد
في إحدى المرات طلب زبون مني تصميم شعار لمشروع خاصّ به. لم يقدم أي تفاصيل وادعى أنه يريد فقط شعارًا جذابًا. أنجزت العمل وقدمت تصميمًا جميلًا و متقنًا. على الرغم من أنني عرضت أن أطلعه على مراحل عملية التصميم، قال الزبون إنه يريد التصميم في أقرب وقت ممكن دون تحديد أي شيء آخر. عندما قدمت المشروع، سأل عن العناصر الأخرى للهوية البصرية. وقعت الصدمة. كان يتوقع تصميم كامل للهوية التجارية عندما طلب فقط شعارًا.
من هذه التجربة، تعلمت أن أطلب دائمًا من زبائني أن يملأوا موجز يتضمن أسئلة حول المشروع من الألف إلى الياء، بما في ذلك الجداول الزمنية والمواد المتوقعة واحتياجاتهم. إن فهم توقعات الزبون هو مفتاح نجاح الصفقة الإبداعية. هذا يضمن الانسجام ويمنع سوء التواصل من كلا الطرفين. يمكنك محاولة تسليم ملف يحتوي على خطوات عملية التصميم للتأكد من أنكما متفقان على نفس الأهداف.
تمنى الأفضل، استعد للأسوأ
اجعل الشعار أكبر. غيّر الخط. أضف المزيد من الألوان. ربما قد تكون رأيت الميمات التي يشاركها بعض المصممين على وسائل التواصل الاجتماعي حول طلبات الزبون للتغيير في المشروع. من المعقول توقع تغييرات في تفاصيل المشروع طوال عملية التصميم. هذا هو السبب في أنه يفضل أن يكون المصمم دائم الاستعداد للتعديلات والتصحيح في وقت مبكر.
خطط لأسوأ السيناريوهات بحيث يمكنك التعامل معها باحترافية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمواعيد النهائية.
تقبل النقد ولكن اُرسم الحدود
بشكل عام، لا أحد يحب أن يتلقى النقد القاسي لعملهم. قد يشعر المصممون بأنهم مستهدفون عندما يتم انتقاد أو رفض المسودة الأولى، لكن هذا ليس سوى جزء طبيعي من العملية. تقبل ملاحظات الزبون مع إبداء رأيك المهني. السر يكمن في تأكيد نفسك بطريقة تظهر الثقة والمنطق والمعرفة.
تذكر دائمًا أن التحكم المفرط قد يتسبب في عدم الثقة ويقوض العلاقة بين المصمم والزبون.
لا تسلك الطريق المسدود
قد تكون سمعت روايات عن قدرة بعض الزبائن على الاختفاء بشكل سحري. فقد يكون متحمسًا في اليوم الأول من العمل. في اليوم التالي، قد يزهق هذا الحماس. سواء كان ذلك لأسباب شخصية أو نقص في السيولة أو لمجرد أنهم وجدوا خدمات أرخص- فقد حدث أن يتجنب الزبون المكالمات ويحاول التراجع عن المشروع. وهنا تبرز أهمية العقود وتحصيل المدفوعات عند تقديم كل جزء من المشروع. اعلم الوقت المناسب للتخلي عن مشروع، ومن يمكنك أن تثق في العمل.
على مر السنين، تعلمت من خلال تجربتي المباشرة أن علاقة المصمم بالزبون تشبه فاكهة الرمان. قد يكون من الصعب تقشيره، ومعقد بطبيعته ولكن بمجرد انتهاء الجزء الصعب، تعلم أن النتيجة تستحق العناء في معظم الأحيان.
